كتاب دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

وذكر علوي الحداد الصواعق ومؤلفه، فمدحه بقوله:
(وقد سمعت بكتاب مبسوط في عشرين كراسا سماه "الصواعق والرعود ردا على الشقي عبد العزيز بن سعود"، وقد قرظ عليه أئمة من علماء البصرة وبغداد وحلب والإحساء وغيرهم، تأييدا لكلام مؤلفه وثناء منهم عليه، وقد أجادوا وبينوا) 1.
ويقول الحداد: (ومن أراد أن تقر عينه فعليه به أي بكتاب الصواعق والرعود للشيخ العلامة والبحر الفهامة عفيف الدين عبد الله بن داود الزبيري، فما أظنك تجد مثله..) 2. ووصف ابن حميد هذا الكتاب بأنه (مجلد حافل أجاد فيه) 3. وأمام هذا الاهتمام والمدح الكبيرين لكتاب الصواعق ومؤلفه، فقد حرصت كثيرا على الحصول والاطلاع عليه، وبذلت جهدي في سبيل ذلك ولكن دون جدوى4.
وفي اليمن كتب عبد الله بن عيسى الكوكباني5 (ت 1224 هـ) كتابا في الطعن على دعوة الشيخ رحمه الله سماه "السيف الهندي في إبانة طريق الشيخ النجدي"6 وقد حوت هذه الرسالة الكثير من المغالطات التاريخية حول تاريخ هذه الدعوة7.
وفي حضرموت ألف علوي بن أحمد الحداد (ت 1232 هـ) كتابين في مناهضة الشيخ ودعوته، فصنف كتاباً بعنوان "السيف الباتر لعنق المنكر على
__________
1 "مصباح الأنام" ص 3.
2 "مصباح الأنام" ص 4.
3 "السحب الوابلة" ص 687.
4 علمت من خلال كتاب "محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم" ... لمسعود الندوي أن هذا الكتاب يوجد مخطوطا في مكتبة بتنه الشرقية بالهند رقم 1238، فأرسلت في طلبه من تلك المكتبات بأكثر من خطاب، فجاء الرد متأخرا بالموافقة على ذلك وبشرط عسير، وهو إرسال كمية (ضخمة) من الكتب المطبوعة مثل "شذرات الذهب" لابن العماد، و "تاريخ بغداد" للخطيب، و "تهذيب التهذيب" لابن حجر وغيرها، ثم حاولت مرة ثانية وثالثة موضحا صعوبة تحقيق هذا الطلب، أو على الأقل التنازل عن بعضه، فجاء الرد مؤكدا على الطلب السابق، فزهدت -عندئذ- في الحصول عليه.
5 ولد الكوكباني سنة 1175 هـ، وتعلم بحصن كوكبان، برز في عدة علوم، وعرف بالأدب وقرظ الشعر، له عدة مؤلفات. انظر: "نيل الأوطار" 2/92.
6 انظر: "لفحات الوجد من فعلات أهل نجد" ق 3.
7 من هذه المغالطات التي ذكرها ابن عيسى ونقلها عنه صاحب اللفحات أن محمد بن عبد الوهاب المقدسي، وكان مبتدأ أمره خروج الشيخ ونزوله على الشيخ عبد العزيز النجدي، الذي لا يعرف حلالا ولا حراما، ق 4، 5.

الصفحة 46