كتاب دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

الأكابر"1 ثم تبعه بآخر عنوانه "مصباح الأنام وجلاء الظلام في رد شبه البدعي النجدي التي أضل بها العوام".
والكتاب الأخير يتكون من سبعة عشر فصلا، وفي كل هذه الفصول رد على الدعوة السلفية، وتقرير ما يخالفها، فسود الحداد "مصباحه" بتقرير جواز الاستغاثة بالأموات والغلو في الأولياء، وتأكيد جواز البناء على القبور وتشييد المشاهد والمزارات لقبور الصالحين ...
يقول الحداد في "مصباحه" - مهولا شأن إخوانه من أدعياء العلم ممن أنكر الدعوة السلفية-:
(ثم رأيت جوابا للعلماء الأكابر من المذاهب الأربعة لا يحصون بِعَدٍّ من أهل الحرمين الشريفين والإحساء والبصرة وبغداد وحلب واليمن وبلدان الإسلام نثرا ونظما أتى إليّ بمجموع رجل من آل ابن عبد الرزاق الحنابلة الذين في الزبارة والبحرين فيه رد علماء كثيرين..) 2.
وكتب المدعو محمد بن محمد القادري رسالة قصيرة في الطعن على الشيخ والإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود3 (ت 1218 هـ) ، وذلك لما بلغت -هذا القادري- رسالة الأمير عبد العزيز التي توضح معتقدهم وتبين ما هم عليه، وقد كتب هذا الرد الذي هو أقرب إلى السباب والشتام سنة 1211 هـ.. في مدينة حلب4.
وألف عمر المجوب5 (ت 1222 هـ) من علماء تونس رسالة في الرد على الوهابية6 لما بلغته رسالة الأمير عبد العزيز بن محمد بن سعود، وهذه الرسالة كأختها السابقة – غالبا - مجرد طعن وتجريح على الدعوة السلفية، وبأسلوب مسجوع متكلف.
__________
1 علوي الحداد، "مصباح الأنام"، ص 2.
2 علوي الحداد، "مصباح الأنام"، ص 2، ص 79. وقد ذكر الحداد: منهم: أحمد المصري الإحسائي، وعطاء المكي له رسالة بعنوان "الصارم الهندي في عنق النجدي"، وألف المنعمي قصيدة في الرد على ابن عبد الوهاب. انظر: "مصباح الأنام"، ص 2، 6.
3 هو الإمام الذي تولى مادة الدولة السعودية الأولى بعد وفاة والده، وقد امتدت وتوسعت الدولة في عهده..، واشتهر رحمه الله بالعدل والتقوى والإحسان إلى الرعية، مات مقتولا وهو يصلي على يد رافضي. انظر: "عنوان المجد" 1/167.
4 انظر: ق 7 من هذه الرسالة.
5 هو عمر بن القاسم بن محجوب التونسي. انظر "معجم المؤلفين" 7/304.
6 طبعت في تونس سنة 1327 هـ، وانظر مناسبة تأليف هذه الرسالة من كتاب "إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان" لأحمد بن أبي الضياف 3/63، 64.

الصفحة 47