كتاب دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

ومن أشد الخصوم -في بلاد نجد آنذاك- عداوة وكيدا لهذه الدعوة السلفية وأنصارها عثمان بن منصور1 (ت 1282 هـ) ، وأن رسائل الشيخ عبد الرحمن بن حسن2 والشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن وغيرهم من علماء الدعوة ممن عاصر عثمان بن منصور، كل ذلك يؤكد شدة تلك العداوة والمناهضة لهذه الدعوة السلفية.
يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن عن بعض مؤلفات ابن منصور:
(أما بعد فإنا قد وجدنا في كتب عثمان بن منصور بخطوطه أمورا تتضمن الطعن على المسلمين، وتضليل إمامهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فيما دعا إليه من التوحيد، وإظهار ما يعتقده في أهل هذه الدعوة من أنهم خوارج تنزل الأحاديث التي وردت في الخوارج عليهم) 3.
ويقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن عن أحد كتب ابن منصور:
(وقد رأيت كتابه الذي سماه "جلاء الغمة"، ورأيت حشوه من مسبة دين الله، والصد عن سبيله، والكذب على الله وعلى رسوله، وعلى أولي العلم من خلقه، وأئمة الهدى ما لم نر مثله للمويس وابن فيروز والقباني وأمثالهم ممن تجرد لعداوة الدين ومسبة مشائخ المسلمين) 4.
وأما كتبه التي ألفها ضد هذه الدعوة ومجددها فهي: جلاء الغمة عن تكفير هذه الأمة5 وغسل الدرن عما ركبه هذا الرجل من المحن، وتبصرة أولي الألباب6.
وله كتاب رابع بعنوان "منهج المعارج لأخبار الخوارج"7 كما أنه كتب
__________
1 هو عثمان بن عبد العزيز بن منصور الناصري، ولد في أول القرن الثالث عشر في بلدة الفرعة بسدير، وطلب العلم في العراق، له مؤلفات منها "شرح كتاب التوحيد" للشيخ الإمام، وتولى القضاء، توفي في حوطة سدير. انظر: "علماء نجد" 3/ 693.
2 الشيخ عبد الرحمن بن حسن، هو المجدد الثاني، ولد في الدرعية سنة 1193 هـ، درس على كبار علماء نجد، وولي القضاء، وبعد سقوط الدرعية، نقل إلى مصر، ودرس على علمائها، ثم عاد إلى نجد حين طلبه تركي بن عبد الله، له عدة مؤلفات، توفي في الرياض. انظر: "مشاهير علماء نجد" ص 78، "علماء نجد" 1/56.
3 "الدرر السنية" 9/194.
4 "الدرر السنية" 9/351.
5 انظر: عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، "مصباح الظلام"، ط 3، دار الهداية، الرياض، ص 16.
6 انظر: عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، "مصباح الظلام"، ط 3، دار الهداية، الرياض، ص 30.
7 وهو محفوظ في دار الكتب المصرية، وقد حصلت على صورة منه عن طريق د. عبد الله الشبل، وهذا المخطوط يصل إلى 186 ورقة، تضمن أخبار الخوارج وتاريخهم، ولكنه في المقدمة ق 6 ذكر كلاما يطابق كلامه في كتابه جلاء الغمة - كما نقله الشيخ عبد اللطيف في كتابه "مصباح الظلام" ص 66، ومضمونه الطعن على هذه الدعوة وأتباعها ورميهم بتكفير المسلمين الذين يعمرون المساجد والمدارس..، ولذا ألحقنا هذا الكتاب ضمن المؤلفات المعادية للدعوة، خاصة وأن الشيخ عبد الرحمن بن حسن قد لام عثمان بن منصور حين ألف في الخوارج، فكان مما قاله الشيخ عبد الرحمن: (ومن الأمور الظاهرة البينة أنك تكتب في الخوارج وتذكر كلام شيخ الإسلام فيهم، والواقع في كثير من الأمة أعظم من مقالة الخوارج، عبادة الأوثان وتزيين عبادتها وإنكار التوحيد. والخوارج ما عندنا أحد منهم حتى في الأمصار، ما فيها طائفة تقول بقول الخوارج إلا الأباضية في أقصى عمان، ووقعوا في ما هو أكبر من رأي الخوارج، وهي عبادة الأوثان، ولا وجدنا لخطك وتسمية بالخوارج، وتسمية بالمعارج إلا أن هذه الدعوة الإسلامية التي هي دعوة الرسل إذا كفروا من أنكرها. قلت: يكفرون المسلمين لأنهم يقولون لا إله إلا الله "الدرر السنية" 9/ 231. وانظر حال ابن منصور وتلقيه عن مشايخه "ابن سلوم" وابن سند، وابن جديد" عداوة الشيخ الإمام وبغض دعوته من خلال ما كتبه الشيخ عبد الرحمن بن حسن وابنه الشيخ عبد اللطيف في "الدرر السنية" 9/ 187، 195، 202، 210، 217، 333، 334. ومن الإنصاف مع الشيخ عثمان بن منصور أن أسجل ما أخبرني به الشيخ أحمد بن عبد الله بن حميد في شهر ذي الحجة 1405 هـ عن والده الشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن حميد -رحمه الله- أنه ذكر -وبطريق موثق- رجوع الشيخ عثمان بن منصور عن ضلالاته. كما أني اطلعت على رسالة قصيرة لابن منصور بعنوان "الرد الدامغ على الزعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية زائغ" وهي رد على شيخه عثمان بن سند البصري، وهذه الرسالة موجودة بقسم المخطوطات بجامعة الإمام رقم 2137 (1/3 ب) .

الصفحة 49