كتاب دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

دحض أكاذيب الخصوم، والجواب عن شبهاتهم ومناظرتهم ومناقشتهم- وسنورد طرفا من تلك المؤلفات فيما يلي:
كان الشيخ الإمام من أوائل الذين كتبوا الردود ضد تلك المؤلفات المناوئة، فقد كتب جوابا مفصلا شافيا في الرد على رسالة أخيه سليمان1 كما أن الرسائل الشخصية للشيخ قد تضمنت مختلف الردود، وأنواع الأجوبة على دعاوى المناوئين ورسائلهم.
وكتب الشيخ أحمد بن مانع2 (ت 1186هـ) وهو أحد تلاميذ الشيخ الإمام رسالة رد بها على عبد الله المويس أحد خصوم الدعوة، وكان المويس يثبط الناس عن صلاة الجماعة ويهون أمرها، فكتب الشيخ أحمد بن مانع هذا الرد موضحا وجوب صلاة الجماعة بالأدلة، ومدافعا عن الشيخ ودعوته بالبراهين الواضحة الدامغة3.
كما كتب محمد بن غيهب ومحمد بن عيدان4 - وهما من تلاميذ الشيخ الإمام- إلى المويس رسالة ينصحانه ويدعوانه إلى اتباع العقيدة السلفية5. وكتب كل من الشيخ محمد بن علي بن غريب6 (ت 1209هـ) ، والشيخ حمد بن معمر7 (ت 1225هـ) ، والشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب8 (ت 1242هـ) كتابا نفيسا بعنوان "التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق"9 وقد طبع كتاب
__________
1 سمي هذا الجواب فيما بعد بـ "مفيد المستفيد في حكم تارك التوحيد"، وقد أورد ابن غنام هذه الرسالة بدون هذا العنوان، كما أن الشيخ عبد الرحمن بن حسن نقل من هذه الرسالة ولم يذكرها بهذا الاسم كما جاء في "الدرر السنية" 9/201.
2 هو أحمد بن مانع بن إبراهيم التميمي، من بلدة أشيقر، توفي في الدرعية سنة 1186هـ. انظر"علماء نجد" 1/182.
3 انظر "علماء نجد" 1/182،183.
4 لم أعثر لهما على ترجمة.
5 انظر "علماء نجد" 2/605، 606.
6 أحد تلاميذ الشيخ الإمام، وقد تزوج بنت الشيخ، وتلاميذه من كبار علماء نجد، توفي مقتولا سنة 1209 هـ. انظر: "علماء نجد" 3/915.
7 من كبار علماء نجد، تعلم في الدرعية، ثم درس بها، بعثه الإمام عبد العزيز الأول سنة 1211هـ إلى مكة ليناظر علمائها، وقد ظهر عليهم وأذعنوا لحجته، وعينه سعود الكبير رئيسا لقضاة مكة، توفي بمكة. انظر "علماء نجد": 1/239، "مشاهير علماء نجد" ص 202.
8 ولد في الدرعية سنة 1165 هـ، برز في عدة علوم، له رسائل مفيدة، وعرف بالشجاعة، وأبناؤه علماء، توفي في مصر حين نقل إليها. انظر "مشاهيرعلماء نجد" ص 48، "علماء نجد" 1/48.
9 الذي دفعني إلى نسبة هذا الكتاب إلى هؤلاء العلماء الثلاثة هو أني عثرت على تعليق خطي كتبه الشيخ سليمان الصنيع رحمه الله على نسخته، ذكر أن هؤلاء هم مؤلفوا الكتاب، ونقل ذلك عن الشيخ محمد بن عبد اللطيف وابن مانع، فليس الكتاب من تأليف الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ويؤيد ما ذكره الصنيع الأمور التالية: 1-أن البسام في "علماء نجد" 3/916 نفى نسبة الكتاب للشيخ سليمان وأثبته لابن غريب المذكور. 2- جاء في ترجمة الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في "الدرر السنية" 12/44: (وله مشاركة في كتاب التوضيح) . كما ذكر القاضي في "روضة السنين" 1/323 أن من مؤلفات الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب كتاب "التوضيح عن توحيد الخلاق". 3- وذكر الشيخ فوزان السابق في كتابه "البيان والإشهار" ص 54 أن كتاب "توحيد الخلاق في أجوبة العراق، من مؤلفات الشيخ حمد بن ناصر بن معمر. وبهذا يعلم أن كتاب "التوضيح" قد اشترك فيه هؤلاء الثلاثة الأعلام، ومما يجدر التنبيه عليه أن الشيخ الصنيع ذكر محمد بن علي بن غريب باسم أحمد بن محمد بن غريب، ولم أعثر على ترجمة بهذا الاسم، فلعله خطأ أو تصحيف من الشيخ الصنيع. وفي تعليق الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ على كتاب "عنوان المجد"، ذكر- رحمه الله- أن الشيخ محمد بن علي بن غريب من المخالفين للدعوة (انظر: "عنوان المجد" 1/133) ، وربما كان هذا الحكم ناشئا عن التأثر بمخطوطة "السحب الوابلة"، لأن ابن حميد زعم أن ابن غريب كان موافقا لدعوة الشيخ الإمام في الظاهر، ومخالفا لهم في الباطن، ولا يستغرب الكذب من ابن حميد، خاصة وأنه كذب بنفس الأسلوب السابق، وفي نفس الصفحة (انظر: "السحب الوابلة" 700، 701) على الشيخ عبد العزيز بن محمد -سبط الشيخ الإمام- فزعم أنه لم تدخل الدعوة في قلبه، بل إن ابن حميد قد افترى أشذ وأشنع -مما نقلناه عنه- على الشيخ الإمام. مع الإشارة إلى أن ابن حميد ذكر ابن غريب باسم "عبد الله بن غريب"، والمذكور في "عنوان المجد" 1/133، أنه محمد بن غريب، وهو الذي صححه صاحب "مشاهير علماء نجد" ص 212، وهو الذي أثبته ابن بسام في كتابه "علماء نجد" 3/915، والله أعلم.

الصفحة 59