كتاب دعاوي المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

لا نبي بعدي1.." إلى آخر الحديث. وقال2 في المسائل المستنبطة من هذا الباب، الثامنة: العجب العجاب خروج من يدعي النبوة مثل المختار مع تكلمه بالشهادتين وتصريحه أنه من هذه الأمة وأن الرسول حق وأن القرآن حق.
وفيه أن محمدا خاتم النبيين، ومع هذا يصدق في هذا كله مع التضاد الواضح، وقد خرج المختار في آخر عهد الصحابة، فكيف يضمر مع هذا دعوى النبوة، وكيف يزعم هذا ويرمي به الشيخ رجل يؤمن بالله واليوم الآخر وبهذا تعلم أن هذا من تزوير من شرق بهذا الدين من أعداء الله ورسوله تنفيرا للناس عن الإذعان لإخلاص التوحيد لله بالعبادة.
وقوله: ويشهد لذلك ما ذكره العلماء من أن ابن عبد الوهاب كان في أول أمره مولعا بمطالعة أخبار من ادعى النبوة كاذبا كمسيلمة وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي وأضرابهم.
والجواب أن يقال: وهذا أيضا من الكذب والفجور وقول الزور بل كان رحمه الله مولعا بكتب الحديث والتفسير كما قال رحمه الله في بعض أجوبته: ثم إنا نستعين على فهم كتاب الله بالتفاسير المتداولة المعتبرة، ومن أجلها لدينا تفسير محمد بن جرير الطبري ومختصره لابن كثير الشافعي، وكذلك البيضاوي، والبغوي، والخازن، والجلالين وغيرهم، وعلى فهم الحديث بشروحه كالقسطلاني والعسقلاني على البخاري، والنووي على مسلم، والمناوي على الجامع الصغير، ونحوهم من كتب الحديث، خصوصا الأمهات الست وشروحها، ونعتني بسائر الكتب في سائر الفنون فروعا، وأصولا وقواعد وسيرا وصرفا ونحوا وجميع علم الأمة) 3.
يقول ابن سحمان في كتابه "الضياء الشارق في الرد على شبهات الماذق المارق"، مكذبا هذه الفرية التي تلقفها الزهاوي وسوّد بها كتابه المسمى "الفجر الصادق".
(وأما قوله: وكان محمد هذا بادئ بدأته:
__________
(وهذه الرواية عند أحمد وأبي داود وابن ماجه، والحاكم وأبي نعيم في "الحلية" و"الدلائل" بسند صحيح على شرط مسلم) . عن كتاب "النهج السديد في تخريج أحاديث تيسير العزيز الحميد"، لجاسم الدوسري، ط 1، دار الخلفاء، الكويت، 1404 هـ، ص 129.
2 أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
3 "الأسنة الحداد"، ص 12، 13.

الصفحة 86