كتاب الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود

منقطع، مع ما فيه من الاختلاف على رواته وشذوذه.
وصح عن بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم موقوفا عليه: أنه كان يصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت «1» .
وصح عن الزهري: أنهم كانوا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم في قنوت وتر رمضان.
وعن بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم: أنه كان إذا دخل العشر- أي:
الأخير من رمضان- زاد فيه: اللهمّ؛ صلّ على محمد كما صليت على إبراهيم، اللهمّ؛ بارك على محمد كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم؛ صلّ على محمد عبدك ورسولك، والسلام عليه ورحمته وبركاته «2» .

الثالث: عقبها [عقب الصلاة]
؛ للحديث الضعيف: «من دعا بهؤلاء الدعوات في دبر كل صلاة مكتوبة.. حلّت له الشفاعة مني يوم القيامة، اللهمّ؛ أعط محمدا الوسيلة، واجعل في المصطفين محبته، وفي العالمين درجته، وفي المقربين داره» «3» .
ورأى بعض الأكابر النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وقد أقبل الشّبلي فقام إليه وقبّل بين عينيه، قال: فقلت: يا رسول الله؛ أتفعل هذا بالشبلي؟! فقال: «هذا يقرأ بعد صلاته لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إلى آخرها، ويتبعها بالصلاة عليّ» .
__________
(1) وهو معاذ بن الحارث القارىء، والحديث أخرجه موقوفا عليه القاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 89) ، وانظر «السير» (18/ 502) .
(2) قال الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 359) عن هذا الأثر والذي قبله: (أخرجهما محمد بن نصر في «قيام الليل» له، وسندهما صحيح) ، وذكر أن الذي كان يزيد ذلك في العشر الأخير: أيوب بن بشير.
(3) أخرجه الطبراني في «الكبير» (8/ 237) .

الصفحة 202