كتاب الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود

المحقق للمأمول، والمانّ بالمسؤول، فله الحمد أولا وآخرا، ظاهرا وباطنا، حمدا يوافي نعمه، ويكافىء مزيده.
يا ربنا؛ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد- وكلّنا لك عبد-: لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ.
وصلّ اللهمّ وسلّم وبارك على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا وهادينا محمد عبدك ونبيّك ورسولك النبيّ الأميّ، وعلى آله وأزواجه وذريته، كما صليت وسلمت وباركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، وكما يليق بعظيم شرفه وكماله ورضاك عنه، وما تحبّ وترضى له، عدد معلوماتك، ومداد كلماتك، كلّما ذكرك وذكره الذّاكرون، وكلّما غفل عن ذكرك وذكره الغافلون، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ما شاء الله لا قوة إلا بالله على نفسي وجميع آثاري.
دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله ربّ العالمين.
سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ. وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.
يقول مؤلفه عفا الله تعالى عنه: ابتدأت في هذا الكتاب أواخر صفر الخير، سنة إحدى وخمسين وتسع مئة، وفرغت منه ثامن ربيع الأول من السنة المذكورة، ختمها الله تعالى بخير، مع السلامة من كل محنة وضير، آمين.

الصفحة 262