كتاب دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين

الخريطة (الأيديولوجية) كما يقولون اليوم أو خريطة الأديان كما نقول نحن، في العصر الذي تنزلت فيه هذه الآية، وهذه الآية فما أظن آية مكية (1) أعني في البداية، أعني في نقطة الصفر.
لو كان لنا أن نرسم الخريطة فعلاً في وقت تنزلها
- تنزيل الآية- لوضعنا على الخريطة نقطة من لون معين يعبر عن رقعة الإسلام في العالم وهي مكة، فنلونها بلون ما. هذا اللون الإسلامي. لا يعدو أن يكون نقطة في الكون ...
بينما تتنزل هذه الآية كأنها تحدٍّ لهذا الواقع، كأنها
تحد لا يتصوره العقل تصوراً لو كنا معه نحن معشر عباد القرن العشرين، بعقلانيتنا وعلميتنا نعيش في وقت التنزيل لقلنا هذه خرافة. ما هي هذه الخرافة؟ إن هذه الآية تتحدى .. !! تتحدى الإمبراطوريتين والحضارتين القديمتين الكبيرتين: إمبراطورية وحضارة فارس من ناحية، وإمبراطورية وحضارة بيزنطة
__________
(1) نزلت الآية في الحديبية سنة 6 هـ (المصحح).

الصفحة 28