كتاب دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين
والبحر الأبيض على العموم من ناحية أخرى، فهذا التحدي هو من أقسى معجزات القرآن في الحقيقة، وذلك عندما نتصوره في وقت التنزيل، لأننا إذا رسمنا الخريطة الأيديولوجية آنذاك فماذا نجد عليها؟
إننا نجد عليها لون المجوسية أو لون الديانة الفارسية، ولون البوذية، ولون البرهمية أو لون الهندوكية كما يقولون، ولون المسيحية، ولون اليهودية ... ونقطة مغمورة في الكون هي مكة نقطة الإسلام.
فلو أردنا ونحن في ذؤابة القرن العشرين، الثلث الأخير منه، رسم خريطة جديدة للأديان اليوم، في عام 1972م فماذا نجد؟
نجد أن البوذية قد شطب عليها قلم السيد (ماوتسي تونغ) فمحاها من الوجود. وأما المجوسية فقد محاها عمر يوم القادسية. وأما البرهمية فقد محتها ظروفها الخاصة بوصفها ديناً لا بوصفها ثقافة، فهي بوصفها تراثاً تقافياً ستبقى إلى أجل لا ندري مداه
الصفحة 29
64