كتاب دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين
معناه أن المسيحية بدأت فعلاً تفقد المسوغات التي
يجب تقديمها للشباب القسيسين وللمرأة على حدٍّ سواء.
ولقد حدث الذي كان لابدَّ من أن يحدث على أثر
فقدان المسوغات. حدث أن بدأت دور التعليم العالي المسيحي في العالم، خاصة في أمريكة اللاتينية تغلق أبوابها الواحدة بعد الأخرى، ثم تبعتها الأديرة. ذلك لأن فتيات المجتمع الإيطالي قد انصرفن لمجالات أخرى من النشاط الأخلاقي، غير تلك التي تشرف عليها الهيئات الكهنوتية. وهكذا رأينا من سنتين حادثة ربما بلغكم صداها: أن أحد الأديرة ذا التاريخ العريق الممتَد إلى ستة أو سبعة قرون- كانت أبوابه خلالها مفتوحة دائماً- أصبح مهدداً بالإغلاق، لأنه فقد البنات المتطوعات لسلك الرهبنة ولبس المسوح، مما جعل القس المشرف على إدارة هذا الدير، يرى نفسه مضطراً أن يقوم بعملية أخذت أبعاد الفضيحة، وذلك حينما اكتشفتها صحيفة إنكليزية. لقد ذهب هذا القس لتفادي الوضع في ديره- ونحن نعلم كم كان له من عطف
الصفحة 32
64