كتاب دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين
تبلغ (800 مليون) - حصَّلنا هذا الرقم من إحصائية أخيرة تحت إشراف الأمم المتحدة-. ولكي نعطي هذا العدد الاعتبار الصحيح يجب أن تكون لدينا فكرة عن نموه في عدد من السنين. إنني حينما قرأت لأول مرة ما يسمى بالجغرافيا البشرية وأنا ابن 12 أو 13 سنة كان توزيع أتباع الأديان كما يلي: للمسيحية فيما أظن (600 مليون) وللبوذية (500 مليون) وللبرهمية (400 مليون) وللإسلام (250 مليوناً). وفي أوائل الحرب العالمية الأولى كان هذا عدد المسلمين كلهم في العالم، أي إن عدة العالم الإسلامي البشري كانت (250 مليوناً). فها نحن أولاء في مدى نصف قرن مثلاً نرى أن العدد قد تصاعد إلى ما يقرب الآن من المليار.
إذن فنحن نرى طرفين في القضية وعلى خطين متوازيين: نرى أن سير التاريخ كأنما يستدرج العالم إلى فشل تجاربه وخيبة أمله، في تجاربه العلمية والتكنولوجية إلخ ... من ناحية، ومن ناحية أخرى نمو العالم الإسلامي كماً وكيفاً: كماً من حيث ازدياد السكان،
الصفحة 34
64