كتاب دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين
وكيفاً باكتساب تجارب جديدة حتى لو كانت سلبية.
ونرى في الخطى الموازي كأنما الله يهيئ القاعدة التاريخية الاجتماعية لتحقيق الآية الكريمة: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [الصف: 9/ 61].
فنحن نرى أن القضية تسير في اتجاه هذا القطب،
إذ يبدو أن من يسير على الخط الحضاري، كأنه يستدرج بأخطائه وباكتشافاته العلمية، لتتهيأ لمن يسير على الخط الموازي ظروف ظهوره على مسرح التاريخ.
سبق أن أشرنا إلى اللون الجديد الذي ظهر على الخريطة سنة 1917م وهو لون أحمر لون الشيوعية، وهي أيضاً دين وأنا أتحدث عنها هنا على هذا الأساس. فأنا لا أتناول الشيوعية هنا بوصفها مذهباً سياسياً أو مذهباً اقتصادياً، وإنما أتناولها في حديثي هذا على أنها عقيدة ودين تقدم هي الأخرى مسوغاتها، وهي في الطريق إحدى عمليات التعويض في العالم المتحضر للمسوغات التي فقدها. فإذا أخفقت محاولة الوجودية كما
الصفحة 35
64