كتاب دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين

المتراكمة. إذ بقدر ما تراكت الأشياء، وبقدر ماتراكت الإمكانيات الحضارية اضمحلت القاعدة الأخلاقية الروحية المعنوية التي تتحمل في كل مجتمع عبء الأثقال الاجتماعية والأثقال المادية، إذ لابدَّ من قاعدة روحية متينة حتى تتحمل هذه الأعباء، هذه الأعباء التي ترزح تحتها أوربة أو الحضارة الغربية اليوم وهي في خضم الأشياء التي تنتجها التكنولوجية.
من هنا نتصور إذن دور المسلم باعتباره رسالة.
دور المسلم لأنه يعاني أيضاً أزمته الخاصة به وهو يعلم ذلك، إذ لا يمكنه ألا يعلم، وأعداؤه أصبحوا أقرب من قبل من معاقله المقدسة. إنني لا أريد أن أشير هنا إلى أشياء سمعتها أثناء الحجة الأخيرة، أشياء تدل على أن الشعور بالخطر موجود في ضمير كل مسلم شعور بخطر كبير داهم.
إذن نحن نعيش أزمتنا الخاصة بنا ونعيشها بكل
أبعادها، بعدها الإقتصادي مثلاً، يكفينا أن نذكر، على سبيل المثال، أن أحطَّ المستويات الاقتصادية في

الصفحة 45