كتاب دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين

هذه هي الأزمة الخطيرة التي تعانيها الإنسانية المتحضرة أو يعانيها الإنسان المتحضر.
إذن الإنسانية بشطريها، بشطرها المتخلف، وبشطرها المتحضر، تعاني أزمة خطيرة هي أخطر أزمة في وجودها على سطح هذه الأرض. وفي حين يسير الزمان كعادته إلى مصب، فإننا نرى خطورة هذا السير من خلال التوقعات التي تصورها لنا ملابسات هذه الفترة من الزمن، التي نعيشها الآن بكل تقلباتها السياسية العسكرية الاقتصادية الثقافية. إننا نتصور أن نهاية هذا الثلث الأخير من القرن العشرين لن تكون كالفترات الأخرى، لأن التاريخ سينفرد إلى حدٍّ كبير بأشياء أخطر مما يتصور العقل، كأنما التاريخ كله تجمع منذ بدايته، أعني منذ بداية دخول الإنسان في العهد الذي يسمى العهد التاريخي، واقترب من مصبه، كالنهر الذي تجمعت كل روافده فيه عندما أصبح قريباً من البحر، ولهذا أصبح الثلث الأخير هذا ممتلئاً بكل التوقعات. وسينصب قريباً في (سنة ألفين) التي تضع

الصفحة 47