كتاب دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين
القابلية للاستعمار هي التي تحاورها في المجال السياسي.
وفي المجال النفسي أو الثقافي هناك محوران: محور
ثقافي هو ما نسميه محور (واشنطن موسكو)، وهو محور واحد لا يختلف فيه شرقه عن غربه ولا غربه عن شرقه في هذه الناحية.
هذا المحور يطرق أو يطرح كل مشكلاته بمنطق القوة. بينما يجب على المحور الآخر أعني محور (طنجة- جاكرتا) الذي نعيش عليه نحن، نحن المجتمعات المتخلفة وخصوصاً نحن المسلمين يجب علينا أن نطرح المشكلات بمنطق البقاء، لأننا بحاجة إلى رفع مستوى بقائنا، إلى مستوى الحضارة، وهذا يتنافى مع طرح القضايا بمنطق القوة، ولا تستطيع ولا تسمح لناظروفنا بغير ذلك، ولا يهمنا ولا يهم الإنسانية التي تعد نفسها متقدمة أن ترجع إلى رشدها. لا يهم أن تطرح أمريكة مثلاً اليوم كل مشكلاتها بمنطق القوة، بينما مجتمعها أيضاً يعاني أعراض التخلف، خاصة المدن الصناعية الكبيرة مثل نيويورك وديترويت وشيكاغو .. إلخ. هذه المدن
الصفحة 57
64