كتاب دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين

أصبحت فيها عينات تدل على أن التخلف بدأ يتفشى في المجتمع الأمريكي، ومع ذلك فأمريكة تخصص كل إمكانياتها لطرح مشكلاتها بمنطق القوة.
أما نحن فمضطرون أن نطرح مشكلاتنا بمنطق البقاء، حتى نستطيع أن نتقدم بعض الخطوات، حتى نستطيع أن نرفع مستوانا إلى مستوى الحضارة، وهنا يفرض علينا طبعاً هذه العلاقات الثلاثية المتناقضة؛ العلاقة الثقافية، العلاقة النفسية، العلاقة السياسية. إذ يجب علينا أن نصفي هذه الخريطة للعلاقات العالمية حتى يتسنى لهذه الإنسانية أن ترفع مستواها إلى مستوى القداسة، أن ترفع هذه الإنسانية مستواها الواقعي ومستواها الثقافي إلى مستوى القداسة، وإلى المستوى الذي تستوعب معه مسوغاتها الجديدة في المرحلة الخطيرة التي تمرُّ بها الإنسانية اليوم، في هذا الثلث الأخير من القرن العشرين، إذن يجب على المسلم. الذي يضطلع برسالته أن يفكر في إعجازه، وإعجازه لا يتأتى إلا بتحقيق شرط جوهري، وهو تغيير ما بنفسه وتغيير ما في

الصفحة 58