كتاب دور المسلم ورسالته في الثلث الأخير من القرن العشرين
يقتضي تغيير ما في النفوس أولاً، إذا كان منهج الرسالة يقتضي هذا، فإننا نستطيع أن نتكلم عن وسائل الرسالة أو الطرق العملية لتطبيق هذه الرسالة كي تفي بمهمتها، ألا وهي الإنقاذ أو مواجهة حالة إنقاذ أو حالة طوارئ تخص المسلم وتخص الإنسانية عامة. عندها يجب على كل مسلم أن يحقق بمفرده شروطاً ثلاثة:
1 - أن يعرف نفسه.
2 - أن يعرف الآخرين، وألا يتعالى عليهم، وألا يتجاهلهم، وهنا يجب أن تحل عقدة نعرفها، وهي أن المسلم يزهد كثيراً في عالم النفوس مما يتصل بالآخرين، لا يجوز للمسلم أن يجهل ما في نفوس الآخرين، ولا يجوز أن يتعالى على الآخرين ولا أن يتسامى عليهم بدعوى أنه أعد للجنة وأعد للتكريم، يجب عليه أن يعلم ما في نفوس الآخرين ويجب عليه أن يعلم ذلك لأمرين لا لأمر واحد، إما لكي يتقي شرهم عن معرفة وإدراك لكل معطيات نفوسهم، وإما لتبليغهم إشراق الإسلام وإشراق الهداية الإسلامية. فهو إن لم يعرف النفوس
الصفحة 60
64