أعذبه أحدا من العالمين ، فقال : رب دعني وقومي فأدعوهم يوما بيوم فأنزل الله هذه الآية {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر} وكيف يسألونك الصفا وهم يرون من الآيات ما هو لأعظم من الصفا.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن سعيد بن جبير قال : سألت قريش فقالوا : حدثونا عما جاءكم به موسى من الآيات فأخبروهم أنه كان يبرى ء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله ، فقالت قريش عند ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يجعل لنا الصفا ذهبا فنزداد به يقينا ونتقوى به على عدونا فسأل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ربه ، فأوحى الله إليه : أني معطيكم ذلك ولكن إن كذبوا بعد عذبتهم عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين ، فقال : ذرني وقومي فأدعوهم يوما بيوم فأنزل الله عليه {إن في خلق السماوات والأرض} الآية ، فخلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار أعظم من أن أجعل الصفا ذهبا.
وأخرج وكيع والفريابي وآدم بن أبي إياس وسعيد بن منصور ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة والبيهقي