كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 2)

إلى قوله (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) فأثبت الله صيامه على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر وثبت الإطعام للكبير الذي لا يستطيع الصيام فهذان حولان ، قال : وكانوا يأكلون ويشربون ويأتون النساء ما لم يناموا فإذا ناموا امتنعوا ثم إن رجلا من الأنصار يقال له صرمة كان يعمل صائما حتى إذا أمسى فجاء إلى أهله فصلى العشاء ثم نام فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح فأصبح صائما فرآه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وقد جهد جهدا شديدا فقال : ما لي أراك قد جهدت جهدا شديدا قال : يا رسول الله عملت أمس فجئت حين جئت فألقيت نفسي فنمت فأصبحت حين أصبحت صائما قال : وكان عمر قد أصاب النساء بعد ما نام فأتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزل الله (أحل لكم ليلة الصيام الرفث) (البقرة الآية 187) إلى قوله (ثم أتموا الصيام إلى الليل).
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {كما كتب على الذين من قبلكم} يعني بذلك أهل الكتاب

الصفحة 173