كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 2)

نزل رمضان فشق عليهم فكان من أطعم كل يوم مسكينا ترك رمضان فشق عليهم ترك الصوم ممن يطيقه ورخص لهم في ذلك فنسختها {وأن تصوموا خير لكم} فأمروا بالصوم.
وأخرج ابن جرير عن أبي ليلى نبأ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما
قدم المدينة أمرهم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر تطوعا من غير فريضة ثم نزل صيام رمضان وكانوا قوما لم يتعودوا الصيام فكان مشقة عليهم فكان من لم يصم أطعم مسكينا ثم نزلت هذه الآية {فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} فكانت الرخصة للمريض والمسافر وأمرنا بالصيام.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن المنذر عن عامر الشعبي قال : لما نزلت هذه الآية {وعلى الذين يطيقونه فدية} أفطر الأغنياء وأطعموا وجعلوا الصوم على الفقراء فأنزل الله {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} فصام الناس جميعا.
وأخرج وكيع ، وعَبد بن حُمَيد عن أبي ليلى قال : دخلت على عطاء بن أبي رباح في شهر رمضان وهو يأكل فقلت له : أتأكل قال : إن الصوم

الصفحة 181