كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 2)

فيقولون : نعم ، فيخلى جبريل ثم يقال للرسل : هل بلغتم عهدي فيقولون : نعم بلغناه الأمم ، فتدعى
الأمم فيقال لهم : هل بلغتكم الرسل عهدي فمنهم المكذب ومنهم المصدق ، فتقول الرسل : إن لنا عليهم شهداء ، فيقول : من فيقولون : أمة محمد ، فتدعى أمة محمد فيقال لهم : أتشهدون أن الرسل قد بلغت الأمم فيقولون : نعم ، فتقول الأمم : يا ربنا كيف يشهد علينا من لم يدركنا فيقول الله : كيف تشهدون عليهم ولم تدركوهم فيقولون : يا ربنا أرسلت إلينا رسولا وأنزلت علينا كتابا وقصصت علينا فيه أن قد بلغوا فنشهد بما عهدت إلينا ، فيقول الرب : صدقوا فذلك قوله {وكذلك جعلناكم أمة وسطا} والوسط العدل {لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب في الآية قال {لتكونوا شهداء على الناس} يوم القيامة كانوا شهداء على قوم نوح وعلى قوم هود وعلى قوم صالح وعلى قوم شعيب وعندهم أن رسلهم بلغتهم وأنهم كذبوا رسلهم ، قال أبو العالية : وهي في قراءة أبي (لتكونوا شهداء على الناس يوم القيامة)

الصفحة 24