كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 2)
المجلد الثاني
قوله تعالى : سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
أخرج ابن سعد ، وَابن أبي شيبة ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ومسلم وأبو داود في ناسخه والترمذي والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن حبان والبيهقي في "سُنَنِه" عن البراء بن عازب أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أخواله من الأنصار وأنه صلى إلى بيت المقدس ستة أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت وأن أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون فقال : أشهد بالله لقد صليت مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة فداروا كما هم قبل البيت ثم أنكروا ذلك وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول قبل البيت رجالا وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله (وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم) (البقرة الآية 143).
وأخرج ابن إسحاق ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن أبي حاتم عن البراء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر
الصفحة 5
715