كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 3)

قوم فسلم عليهم فردوا عليه السلام فلما جاوزهم قال رجل منهم : والله إني لأبغض هذا في الله ، فقال أهل المجلس : بئس والله ما قلت أما الله لننبئه قم يا فلان فأخبره فأدركه رسولهم فأخبره بما قال : فانصرف الرجل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله مررت بمجلس من المسلمين فيهم فلان فسلمت عليهم فردوا السلام فلما جاوزتهم أدركني رجل منهم فأخبرني أن فلانا قال : والله إني لأبغض هذا الرجل في الله فادعه يا رسول الله فسأله عم يبغضني فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عما أخبره الرجل فاعترف بذلك قال : فلم تبغضه فقال : أنا جاره وأنا به خابر والله ما رأيته يصلي قط إلا هذه الصلاة المكتوبة التي يصليها البر والفاجر ، قال : سله يا رسول الله خل رآني قط أخرتها عن وقتها أو أسأت الوضوء لها أو أسأت الركوع والسجود فيها فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لا ، قال : والله ما رأيته يصوم قط إلا هذا الشهر الذي يصومه البر والفاجر ، قال : سله يا رسول الله هل رآني قط فرطت فيه أو انتقصت من حقه شيئا فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا ، ثم قال : والله ما رأيته يعطي سائلا قط ولا رأيته ينفق من ماله شيئا في سبيل الله إلا الصدقة التي يؤديها البر والفاجر ، قال : فسله يا رسول الله هل كتمت من الزكاة شيئا قط أو ما كست فيها طالبها فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : قم إن أدرى لعله خير منك

الصفحة 53