كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 3)

أخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس أن رهطا من أهل نجران قدموا على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وكان فيهم السيد والعاقب فقالوا له : ما شأنك تذكر صاحبنا قال : من هو قالوا : عيسى تزعم أنه عبد الله قال : أجل إنه عبد الله ، قالوا : فهل رأيت مثل عيسى أو أنبئت به ، ثم خرجوا من عنده فجاءه جبريل فقال : قل لهم إذا أتوك {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم} إلى آخر الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة قال : ذكر لنا أن سيدي أهل نجران وأسقفيهم السيد والعاقب لقيا نبي الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن عيسى فقالا : كل آدمي له أب فما شأن عيسى لا أب له فأنزل الله فيه هذه الآية {إن مثل عيسى عند الله} الآية.
وأخرج ابن جرير عن السدي قال لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع به أهل نجران أتاه منهم أربعة نفر من خيارهم منهم السيد والعاقب وماسرجس ومار بحر فسألوه ما تقول في عيسى قال : هو عبد الله وروحه وكلمته قالوا هم : لا ولكنه هو الله نزل من ملكه فدخل في جوف مريم ثم خرج منها فأرانا قدرته وأمره فهل رأيت انسانا قط خلق من غير أب فأنزل الله {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم} الآية

الصفحة 602