وأخرج الحاكم وصححه ، عَن جَابر أن وفد نجران أتوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا : ما تقول في عيسى فقال : هو روح الله وكلمته وعبد الله ورسوله قالوا له : هل لك أن نلاعنك أنه ليس كذلك قال : وذاك أحب إليكم قالوا : نعم ، قال : فإذا شئتم ، فجاء وجمع ولده الحسن والحسين فقال رئيسهم : لا تلاعنوا هذا الرجل فوالله لئن لاعنتموه ليخسفن بأحد الفريقين فجاؤوا فقالوا : يا أبا القاسم إنما أراد أن يلاعنك سفهاؤنا وإنا نحب أن تعفينا ، قال : قد أعفيتكم ثم قال : إن العذاب قد أظل نجران.
وأخرج أبو النعيم في الدلائل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أن وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم ، منهم السيد وهو الكبير والعاقب وهو الذي يكون بعده وصاحب رأيهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما : أسلما قالا : أسلمنا ، قال : ما أسلمتما ، قالا : بلى ، قد أسلمنا قبلك ، قال : كذبتما يمنعكم من الإسلام ثلاث فيكما : عبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير وزعمكما أن لله ولدا ، ونزل {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} الآية ، فلما قرأها عليهم قالوا : ما نعرف ما تقول ، ونزل {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} يقول : من جادلك في أمر عيسى من بعد ما جاءك من العلم من القرآن {فقل تعالوا} إلى قوله {ثم