كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 3)

في رجب ودراهم.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو نعيم في الدلائل عن قتادة {فمن حاجك فيه} في عيسى {فقل تعالوا ندع أبناءنا} الآية فدعا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لذلك وفد نجران وهم الذين حاجوه في عيسى فنكصوا وأبوا ، وذكر لنا أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : إن كان العذاب لقد نزل على أهل نجران ولو فعلوا لاستئصلوا عن وجه الأرض.
وأخرج ابن أبي شيبة وسعيد بن منصور ، وعَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير وأبو نعيم عن الشعبي قال كان أهل نجران أعظم قوم من النصارى قولا في عيسى بن مريم فكانوا يجادلون النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فيه ، فأنزل الله هذه الآيات في سورة آل عمران {إن مثل عيسى عند الله} إلى قوله {فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فأمر بملاعنتهم فواعدوه لغد فغدا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ومعه الحسن والحسين وفاطمة فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لو تموا على الملاعنة.
وأخرج عبد الرزاق والبخاري والترمذي والنسائي ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال لو باهل أهل نجران رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجعوا لا يجدون

الصفحة 610