كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 3)

فأرادوا عنتهم والبغي عليهم فقدموا على النجاشي وأخبروه أن هؤلاء الرهط
الذين قدموا عليك من أهل مكة إنما يريدون أن يخبلوا عليك ملكك ويفسدوا عليك أرضك ويشتموا ربك ، فأرسل إليهم النجاشي فلما أن أتوه قال : ألا تسمعون ما يقول صاحباكم هذان لعمرو بن العاص وعمارة بن أبي معيط يزعمان أنما جئتم لتخبلوا علي ملكي وتفسدوا علي أرضي ، فقال عثمان بن مظعون وحمزة : إن شئتم فخلوا بين أحدنا وبين النجاشي فلنكلمه فأنا أحدثكم سنا فإن كان صوابا فالله يأتي به وإن كان غير ذلك قلتم رجل شاب لكم في ذلك عذر ، فجمع النجاشي قسيسيه ورهبانه وتراجمته ثم سألهم أرأيتكم صاحبكم هذا الذي من عنده جئتم ما يقول لكم وما يأمركم به وما ينهاكم عنه ، هل له كتاب يقرأه قالوا : نعم ، هذا الرجل يقرأ ما أنزل الله عليه وما قد سمع منه وهو يأمر بالمعروف ويأمر بحسن المجاورة ويأمر باليتيم ويأمر بأن يعبد الله وحده ولا يعبد معه إله آخر ، فقرأ عليه سورة الروم وسورة العنكبوت وأصحاب الكهف ومريم ، فلما أن ذكر عيسى في القرآن أراد عمرو أن يغضبه عليهم فقال : والله إنهم ليشتمون عيسى ويسبونه قال النجاشي : ما يقول صاحبكم في عيسى قال : يقول إن عيسى عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم

الصفحة 620