كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 3)

وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير من طريق معمر عن أيوب وغيره أنها حين نزلت {لن تنالوا البر} الآية جاء زيد بن حارثة بفرس له كان يحبها فقال : يا رسول
الله هذه في سبيل الله فحمل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد فكأن زيدا وجد في نفسه ، فلما رأى ذلك منه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال : أما إن الله قد قبلها.
وأخرج عبد بن جميد عن ثابت بن الحجاج قال : بلغني أنه لما نزلت هذه الآية {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} قال زيد : اللهم إنك تعلم أنه ليس لي مال أحب إلي من فرسي هذه فتصدق بها على المساكين فأقاموها تباع وكانت تعجبه ، فسأل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فنهاه أن يشتريها.
وأخرج ابن جرير عن ميمون بن مهران أن رجلا سأل أبا ذر أي الأعمال أفضل قال : الصلاة عماد الإسلام والجهاد سنام العمل والصدقة شيء عجيب ، فقال : يا أبا ذر لقد تركت شيئا هو أوثق عملي في نفسي لا أراك ذكرته قال : ما هو قال : الصيام فقال : قربة وليس هنا ، وتلا هذه الآية {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد عن رجل من بني سليم قال : جاورت أبا ذر بالربذة وله فيها قطيع إبل ، له فيها راع ضعيف فقلت : يا أبا ذر ألا أكون لك صاحبا

الصفحة 663