كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 4)

مبعثا فلقيهم عامر بن الأضبط فحياهم بتحية الإسلام وكانت بينهم إحنة في الجاهلية فرماه محلم بسهم فقتله فجاء الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء محلم في بردين فجلس بين يدي النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليستغفر له فقال : لا غفر الله لك ، فقام وهو يتلقى دموعه ببرديه فما مضت به ساعة حتى مات ودفنوه فلفظته الأرض فجاؤوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فقال : إن الأرض تقبل من هو شر من صاحبكم ولكن الله أراد أن يعظكم ثم طرحوه في جبل وألقوا عليه الحجارة فنزلت {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم} الآية ، واخرج البزار والدارقطني في الإفراد والطبراني عن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها المقداد بن الأسود فلما أتوا القوم وجدوهم قد تفرقوا وبقي رجل له مال كثير لم يبرح فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، فأهوى إليه المقداد فقتله ، فقال له رجل من أصحابه : أقتلت رجلا شهد أن لا إله إلا الله والله لأذكرن ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا : يا رسول الله إن رجلا شهد أن لا إله إلا الله فقتله المقداد ، فقال : ادعوا إلي المقداد فقال : يا مقداد أقتلت
رجلا يقول لا إله إلا الله فكيف لك بلا إله إلا الله غدا فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله} إلى قوله {كذلك كنتم من قبل} قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد : كان رجل مؤمن يخفي إيمانه مع قوم كفار فأظهر إيمانه فقتلته

الصفحة 613