فأصبح وقد وضعته الأرض ثم عادوا فحفروا له فأصبح وقد وضعته الأرض إلى جنب قبره ، قال الحسن : فلا أدري كم قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كم دفناه مرتين أو ثلاثة كل ذلك لا تقبله الأرض فلما رأينا الأرض لا تقبله أخذنا برجليه فألقيناه في بعض تلك الشعاب فأنزل الله {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا} أهل الإسلام إلى آخر الآية ، قال الحسن : أما والله ما ذاك أن تكون الأرض تجن من هو شر منه ولكن وعظ الله القوم أن لا يعودوا.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير من طريق معمر عن قتادة في قوله {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا}
قال : بلغني أن رجلا من المسلمين أغار على رجل من المشركين فحمل عليه فقال له المشرك : إني مسلم أشهد أن لا إله إلا الله فقتله المسلم بعد أن قالها فبلغ ذلك النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال للذي قتله : أقتلته وقد قال لا إله إلا الله فقال وهو يعتذر : يا نبي الله إنما قال متعوذا وليس كذلك ، فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : فهلا شققت عن قلبه ثم مات قاتل الرجل فقبر فلفظته الأرض فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يقبروه ثم لفظته حتى فعل ذلك به ثلاث مرات فقال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم : إن الأرض أبت أن تقبله فألقوه في غار من الغيران ، قال معمر : وقال بعضهم : إن الأرض تقبل من هو شر منه ولكن الله جعله لكم عبرة