كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 4)

المشركون فقالوا : لا يتخلف عنا أحد إلا هدمنا داره واستبحنا ماله ، فخرج أولئك الذين كانوا يقولون ذلك القول للنبي صلى الله عليه وسلم معهم فقتلت طائفة منهم وأسرت طائفة قال : فأما الذين قتلوا فهم الذين قال الله {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} الآية كلها {ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها} وتتركوا هؤلاء الذين يستضعفونكم {فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا} ثم عذر الله أهل الصدق فقال {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا} يتوجهون له لو خرجوا لهلكوا {فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم} إقامتهم بين ظهري المشركين ، وقال الذين أسروا : يا رسول الله إنك تعلم أنا كنا نأتيك فنشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وأن هؤلاء القوم خرجنا معهم خوفا فقال الله (يا أيها النَّبِيّ قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم) (الأنفال الآية 70) صنيعكم الذي صنعتم خروجكم مع المشركين على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، (وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل) (الأنفال الآية 71) خرجوا مع المشركين فأمكن منهم ، واخرج عبد الرزاق ، وعَبد بن حُمَيد والبخاري ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم والبيهقي في "سُنَنِه" عن ابن عباس قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين ، أنا من الولدان وأمي من النساء

الصفحة 639