كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 4)

وأخرج ابن جرير عن السدي قال : لما سمع - هذه يعني (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) (النساء الآية 97) الآية - ضمرة بن جندب الضمري قال لأهله - وكان وجعا - : أرحلوا راحلتي فإن الأخشبين قد غماني - يعني جبلي مكة - لعلي أن أخرج فيصيبني روح فقعد على راحلته ثم توجه نحو المدينة فمات في الطريق فأنزل الله {ومن يخرج من بيته مهاجرا} الآية.
وَأَمَّا حين توجه إلى المدينة فإنه قال : اللهم إني مهاجر إليك وإلى رسولك.
وأخرج سنيد ، وَابن جَرِير عن عكرمة قال : لما نزلت (إن الذين توفاهم الملائكة) (النساء الآية 97) الآية ، قال ضمرة بن جندب الجندعي : اللهم أبلغت المعذرة والحجة ولا معذرة لي ولا حجة ، ثم خرج وهو شيخ كبير فمات ببعض الطريق فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مات قبل أن يهاجر فلا ندري أعلى ولاية أم لا فنزلت {ومن يخرج من بيته} الآية.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن الضحاك قال : لما أنزل الله في الذين قتلوا مع مشركي قريش ببدر (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) (النساء الآية 97) الآية ، سمع بما أنزل الله فيهم رجل من بني ليث كان على دين النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مقيما بمكة وكان ممن عذر الله كان شيخا كبيرا فقال لأهله : ما أنا ببائت الليلة بمكة ، فخرجوا به حتى إذا بلغ التنعيم من طريق المدينة أدركه الموت فنزل فيه {ومن يخرج من بيته} الآية

الصفحة 647