كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 4)

طائفة خلفه وطائفة يوازون العدو فيصلي بمن معه ركعة ويمشون إليهم على أدبارهم حتى يقوموا في مقام أصحابهم وتلك المشية القهقرى ثم تأتي الطائفة الأخرى فتصلي مع الإمام ركعة ثم يجلس الإمام فيسلم فيقومون فيصلون لأنفسهم ركعة ثم يرجعون إلى صفهم ويقوم الآخرون فيضيفون إلى ركعته شيئا تجزئه ركعة الإمام فيكون للإمام ركعتان ولهم ركعة فذلك قول الله (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة) إلى قوله (وخذوا حذركم) (النساء الآية 102).
وأخرج الطستي في مسائله عن اين عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {أن يفتنكم الذين كفروا} قال : بالعذاب والجهل بلغة هوزان ، قال : وهل تعرف العرب ذلك قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر : كل امرى ء من عباد الله مضطهد * ببطن مكة مقهور ومفتون.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن سماك الحنفي قال : سألت ابن عمر عن صلاة السفر فقال : ركعتان تمام غير قصر إنما القصر صلاة المخافة ، قلت : وما صلاة المخافة قال : يصلي الإمام بطائفة ركعة ثم يجيء هؤلاء إلى مكان هؤلاء وهؤلاء إلى مكان هؤلاء فيصلي بهم ركعة فيكون للإمام ركعتان

الصفحة 656