كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 4)

فرجعوا في طلبه فأدركوه فقذفوه بالحجارة حتى مات ، فهذه الآيات كلها فيه نزلت إلى قوله (إن الله لا يغفر أن يشرك به) (النساء الآية 115).
وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال : نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار استودع درعا فجحدها صاحبها فلحق به رجال من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فغضب له قومه وأتوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : خونوا صاحبنا وهو أمين مسلم فأعذره يا نبي الله وازجر عنه فقام النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فعذره وكذب عنه وهو يرى أنه بريء وأنه مكذوب عليه فأنزل الله بيان ذلك فقال {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله} إلى قوله {أم من يكون عليهم وكيلا} فبين خيانته فلحق بالمشركين من أهل مكة وارتد عن الإسلام فنزل فيه (ومن يشاقق الرسول) (النساء الآية 115) إلى قوله (وساءت مصيرا) ، واخرج ابن أبي حاتم عن عطية العوفي أن رجلا يقال له طعمة بن أبيرق سرق درعا على عهد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فرفع ذلك إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فألقاها في بيت رجل ثم قال لأصحاب له : انطلقوا فاعذروني عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فإن الدرع قد وجد في بيت فلان ، فانطلقوا يعذرونه عند النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فأنزل الله {ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا} قال : بهتانه قذفه الرجل

الصفحة 687