كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 5)

إليهم اثني عشر نقيبا من كل سبط منهم عين فيأتوه بخبر القوم فدخلوا المدينة فرأوا أمرا عظيما من هيبتهم وجسمهم وعظمهم فدخلوا حائطا لبعضهم فجاء صاحب الحائط ليجني من حائطه فجعل يحش الثمار فنظر إلى آثارهم فتبعهم فكلما أصاب واحد منهم أخذه فجعله في كمه مع الفاكهة وذهب إلى ملكهم فنثرهم بين يديه فقال الملك : قد رأيتم شأننا وأمرنا اذهبوا فأخبروا صاحبكم ، قال : فرجعوا إلى موسى فأخبروه بما عاينوا من أمرهم ، فقال : اكتموا عنا فجعل الرجل يخبر أباه
وصديقه ويقول : اكتم عني فاشيع ذلك في عسكرهم ولم يكتم منهم الارجلان يوشع بن نون وكالب بن يوحنا وهم اللذان أنزل الله فيهما {قال رجلان من الذين يخافون}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ادخلوا الأرض المقدسة} قال : هي مدينة الجبارين لما نزل بها موسى وقومه بعث منهم اثني عشر رجلا وهم النقباء الذين ذكرهم الله تعالى ليأتوهم بخبرهم فساروا فلقيهم رجل من الجبارين فجعلهم في كساءته فحملهم حتى اتى بهم المدينة

الصفحة 247