كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 5)

إلى أبي فقال :
يا أبا المنذر آية في كتاب الله قد غمتني قال : أي آية قال {من يعمل سوءا يجز به} قال : ذاك العبد المؤمن ما أصابته من نكبة مصيبة فيصبر فليقى الله عز وجل ولا ذنب له.
وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي رباح قال : لما نزلت {من يعمل سوءا يجز به} قال أبو بكر : جاءت قاصمة الظهر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما هي المصيبات في الدينا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس أن ابن عمر لقيه حزينا فساله عن هذه الآية {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به} فقال : ما لكم ولهذه إنما هذه للمشركين قريش وأهل الكتاب.
وأخرج ابن جرير ، وَابن المنذر عن ابن عباس {من يعمل سوءا يجز به} يقول من يشرك يجز به وهو السوء {ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا} إلا أن يتوب قبل موته فيتوب الله عليه.
وأخرج سعيد بن منصور ، وَابن أبي شيبة وهناد والحكيم الترمذي والبيهقي عن الحسن في قوله {من يعمل سوءا يجز به} قال : إنما ذاك لمن أراد الله هوانه فأما من أراد الله كرامته فإنه يتجاوز عن سيئاته في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون

الصفحة 44