كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 5)

رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلست إليه وهو في ظل شجرة قد بسط له كساء وحوله أصحابه فذكروا الأسقام فقال : إن العبد
المؤمن إذا أصابه سقم ثم عافاه الله كان كفارة لما مضى من ذنوبه وموعظة له فيما يستقبل من عمره وإن المنافق إذا مرض وعوفي كان كالبعير عقله أهله ثم أطلقوه لا يدري فيما عقلوه ولا فيما أطلقوه ، فقال رجل : يا رسول الله ما الأسقام قال : أو ما سقمت قط قال : لا ، قال : فقم عنا فلست منا.
وأخرج البيهقي عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من عبد يصرع صرعة من مرض إلا بعثه منه طاهرا.
وأخرج ابن أبي الدينا والبيهقي عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن العبد إذا مرض أوحى الله إلى ملائكته : يا ملائكتي إذا قيدت عبدي بقيد من قيودي فإن أقبضه أغفر له وإن أعافه فجسده مغفور لا ذنب له ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله ليجرب أحدكم بالبلاء - وهو أعلم - كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار فمنهم من يخرج كالذهب الإبريز فذلك الذي نجاه الله من السيئات ومنهم من يخرج كالذهب دون ذلك فذلك الذي يشك بعض

الصفحة 50