كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 6)

أهل مكة {ومن بلغ} يعني من بلغه هذا القرآن فهو له نذير.
وأخرج أبو الشيخ ، وَابن مردويه عن أنس قال : لما نزلت هذه الآية {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به} كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر والنجاشي وكل جبار يدعوهم إلى الله عز وجل وليس بالنجاشي الذي صلى عليه.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي بن كعب قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسارى فقال لهم : هل دعيتم إلى الإسلام قالوا : لا ، فخلى سبيلهم ثم قرأ {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} ثم قال : خلوا سبيلهم حتى يأتوا ما منهم من أجل أنهم لم يدعوا.
وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم والخطيب عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بلغه القرآن فكأنما شافهته به ثم قرأ {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ}.
وأخرج ابن أبي شيبة ، وَابن الضريس ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي في قوله تعالى {وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ} قال : من بلغه القرآن فكأنما رأى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ، وفي

الصفحة 29