كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 6)
معه في قبره
فإذا بعث يوم القيامة قال له : إني كنت أحملك الدنيا باللذات والشهوات فأنت اليوم تحملني فيركب على ظهره فيسوقه حتى يدخله النار فذلك قوله {يحملون أوزارهم على ظهورهم}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن عمرو بن قيس الملائي قال : إن المؤمن إذا خرج من قبره استقبله عمله في أحسن صورة وأطيب ريحا فيقول له : هل تعرفني فيقول : لا إلا أن الله قد طيب ريحك وحسن صورتك ، فيقول : كذلك كنت في الدنيا أنا عملك الصالح طالما ركبتك في الدنيا فاركبني أنت اليوم وتلا {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} مريم الآية 85 ، وإن الكافر يستقبله أقبح شيء صورة وأنتنه ريحا فيقول : هل تعرفني فيقول : لا إلا أن الله قد قبح صورتك ونتن ريحك ، فيقول : كذلك كنت في الدنيا أنا عملك السيء طالما ركبتني في الدنيا فأنا اليوم أركبك وتلا {وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون}.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عمرو بن قيس عن أبي مرزوق ، مثله.
وأخرج عبد الرزاق ، وَابن جَرِير ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ألا ساء ما يزرون} قال : ما يعملون
الصفحة 39
743