كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 6)

وابن عساكر عن عبد الله بن زيادة البكري قال : دخلت على ابني بشر المازنيين صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يرحمكما الله الرجل يركب منا دابة فيضربها بالسوط أو يكبحها باللجام فهل سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئا فقالا : لا ، قال عبد الله : فنادتني امرأة من الداخل فقالت : يا هذا إن الله يقول في كتابه {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون} فقالا : هذه أختنا وهي أكبر منا وقد أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {ما فرطنا في الكتاب من شيء} قال : لم نغفل الكتاب ما من شيء إلا وهو في ذلك الكتاب.
وأخرج أبو الشيخ عن أنس بن مالك أنه سأل من يقبض أرواح البهائم فقال : ملك الموت ، فبلغ الحسن فقال : صدق أن ذلك في كتاب الله ثم تلا {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {ثم إلى ربهم يحشرون} قال : موت البهائم حشرها ، وفي لفظ قال : يعني

الصفحة 46