كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 6)

نفسي بيده ليدخلن الجنة الفاجر في دينه الأحمق في معيشته والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي قد محشته النار بذنبه والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه.
وأخرج أحمد ، وعَبد بن حُمَيد في مسنده وأبو يعلى ، وَابن خزيمة ، وَابن حبان ، وَابن مردويه عن أبي سعيد الخدري ، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال افتخرت الجنة والنار فقالت النار : يا رب يدخلني الجبابرة والملوك والأشراف ، وقالت الجنة : يا رب ، يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين ، فقال الله للنار : أنت عذابي أصيب بك من أشاء وقال للجنة : أنت رحمتي وسعت كل شيء ولكل واحدة منكما ملؤها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي بكر الهذلي قال : لما نزلت {ورحمتي وسعت كل شيء} قال إبليس : يا رب وأنا من الشيء ، فنزلت {فسأكتبها للذين يتقون} الآية ، فنزعها الله من إبليس.
وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال : لما نزلت {ورحمتي وسعت كل شيء} قال إبليس : وأنا من الشيء ، فنسخها الله فأنزل {فسأكتبها للذين يتقون}

الصفحة 606