كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 6)

فقلت : ما يبكيك يا ابن عباس فقال : هؤلاء الورقات ، وإذا في سورة الأعراف قال : تعرف أيلة قلت : نعم ، قال : فإنه كان بها حي من يهود سيقت الحيتان إليهم يوم السبت
ثم غاصت لا يقدرون عليها حتى يغوصوا عليها بعد كد ومؤنة شديدة وكانت تأتيهم يوم السبت شرعا بيضا سمانا كأنها الماخض فكانوا كذلك برهة من الدهر ثم إن الشيطان أوحى إليهم فقال : إنما نهيتم عن أكلها يوم السبت فخذوها فيه وكلوها في غيره من الأيام ، فقالت : ذلك طائفة منهم وقالت طائفة : بل نهيتم عن أكلها وأخذها وصيدها في يوم السبت فعدت طائفة بأنفسها وأبنائها ونسائها واعتزلت طائفة ذات اليمين وتنحت واعتزلت طائفة ذات اليسار وسكتت وقال الأيمنون : ويلكم ، لا تتعرضوا لعقوبة الله وقال الأيسرون {لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا} قال الأيمنون : {معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون} إن ينتهوا فهو أحب إلينا أن لا يصابوا ولا يهلكوا وإن لم ينتهوا فمعذرة إلى ربكم ، فمضوا على الخطيئة وقال الأيمنون : قد فعلتم يا أعداء الله والله لنبايننكم الليلة في مدينتكم والله ما أراكم تصبحون حتى يصبحكم الله بخسف أو قذف أو بعض ما عنده من العذاب فلما أصبحوا ضربوا عليهم الباب ونادوا فلم يجابوا فوضعوا سلما وعلوا سور المدينة رجلا فالتفت إليهم فقال : أي عباد الله قردة - والله - تعاوى لها أذناب ، ففتحوا فدخلوا عليهم فعرفت القردة أنسابها من الإنس ولا تعرف الإنس أنسابها من

الصفحة 635