قال ابن عباس : فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر فلما دخل قال : هي يا ابن الخطاب فو الله ما تعطينا الجزل ولا تحكم بيننا بالعدل فغضب عمر حتى هم أن يوقع به فقال له الحر : يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} وإن هذا من الجاهلين والله ما جاوزنا عمر حين تلاها عليه وكان وقافا عند كتاب الله عز وجل.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن وهب عن مالك بن أنس عن عبد الله بن نافع ، أن سالم بن عبد الله مر على عير لأهل الشام وفيها جرس فقال : إن هذا ينهى عنه فقالوا : نحن أعلم بهذا منك إنما يكره الجلجل الكبير وأما مثل هذا فلا بأس به فبكى سالم وقال {وأعرض عن الجاهلين}.
وأخرج عَبد بن حُمَيد ، وَابن جَرِير عن قتادة في قوله {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} قال : خلق أمر الله به نبيه ودله عليه.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عَن عَلِي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين قال : قلت يا رسول الله نعم ، قال : تعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك