كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 6)

نبيها ورد كتاب ربها ولكنهم يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض وهذان عذابان لأهل الإقرار بالكتب والتصديق بالأنبياء ولكن يعذبون بذنوبهم وأوحى الله إليه {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} التوبة الآية 5 يقول : من أمتك أو نرينك الذي وعدناهم من العذاب وأنت حي فإنا عليهم مقتدرون ، فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم فراجع ربه فقال : أي مصيبة أشد من أن أرى أمتي يعذب
بعضها بعضا وأوحى إليه {الم أحسب الناس أن يتركوا} العنكبوت الآيتان 1 - 2 الآيتين ، فأعلمه أن أمته لم تخص دون الأمم بالفتن وأنها ستبتلى كما ابتليت الأمم ثم أنزل عليه {قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين} المؤمنون الآية 93 فتعوذ نبي الله فأعاذه الله لم ير من أمته إلا الجماعة والألفة والطاعة ثم أنزل عليه آية حذر فيها أصحاب الفتنة فأخبره أنه إنما يخص بها ناس منهم دون ناس فقال {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب} الأنفال الآية 25 فخص بها أقواما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بعده وعصم بها أقواما.
وأخرج ابن جرير ، وَابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال : لما نزلت {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا} الآية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيوف فقالوا : ونحن نشهد

الصفحة 84