المشركون يجلسون إلى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يحبون أن يسمعوا منه فإذا سمعوا استهزؤوا فنزلت {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم} الآية ، قال : فجعلوا إذا استهزؤوا قام فحذروا وقالوا : لا تستهزؤوا فيقوم فذلك قوله {لعلهم يتقون} أن يخوضوا فيقوم ونزل {وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء} أن تقعد معهم ولكن لا تقعد ثم نسخ قوله بالمدينة {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم} النساء الآية 140
إلى قوله {إنكم إذا مثلهم} نسخ قوله {وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء} الآية.
وأخرج الفريابي وأبو نصر السجزي في الابانة عن مجاهد في قوله {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا} قال : هم أهل الكتاب نهى أن يقعد معهم إذا سمعهم يقولون في القرآن غير الحق.
وأخرج ابن المنذر ، وَابن أبي حاتم عن أبي وائل قال : إن الرجل ليتكلم بالكلمة من الكذب ليضحك بها جلساءه فيسخط الله عليه فذكر ذلك لإبراهيم النخعي فقال : صدق أو ليس ذلك في كتاب الله {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم} الآية.
وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل قال : كان المشركون بمكة إذا سمعوا القرآن من أصحاب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خاضوا واستهزؤوا فقال المسلمين : لا يصلح لنا مجالستهم نخاف أن نخرج حين نسمع قولهم ونجالسهم فلا نعيب عليهم