كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 7)

مرثد الغنوي حليف حمزة فهم معه ليس مهعهم إلا بعير واحد فساروا حتى إذا كانوا بعرق الظبية لقيهم راكب من قبل تهامة - والمسلمون يسيرون - فوافقه نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن أبي سفيان فقال : لا علم لي به ، فلما يئسوا من خبره فقالوا له : سلم على النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فقال : وفيكم رسول الله
صلى الله عليه وسلم قالوا : نعم ، قال : أيكم هو فأشاروا له إليه فقال الأعرابي : أنت رسول الله كما تقول قال : نعم ، قال : إن كنت رسول الله كما تزعم فحدثني بما في بطن ناقتي هذه فغضب رجل من الأنصارمن بني عبد الأشهل يقال له سلمة بن سلامة بن وقش فقال للأعرابي : وقعت على ناقتك فحملت منك ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال سلمة حين سمعه أفحش فأعرض عنه ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلقاه خبر ولا يعلم بنفرة قريش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشيروا علينا في أمرنا ومسيرنا فقال أبو بكر : يا رسول اله أنا أعلم الناس بمسافة الأرض أخبرنا عدي بن أبي الزغباء أن العير كانت بوادي كذا وكذا فكانا وإياهم فرسخان إلى بدر ، ثم قال : أشيروا علي فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله إنها قريش وعزها والله ما ذلت منذ عزت ولا آمنت منذ كفرت والله لتقاتلنك فتأهب لذلك أهبته وأعدد له عدته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشيروا علي فقال المقداد بن عمرو : إنا لا نقول لك كما قال أصحاب موسى (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون) (المائدة الآية 24)

الصفحة 37