كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 7)

بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا) (الأنفال الآية 42) قال فطفقوا إذا قال العبد إن هذه قريش قد جاءتكم كذبوهما وإذا قالا هذا أبو سفيان تركوهما ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صنيعهم بهما سلم من صلاته وقال : ماذا أخبراكم قالوا : أخبرانا أن قريشا قد جاءت ، قال : فإنهما قد صدقا والله إنكم لتضربونهما إذا صدقا وتتركونهما إذا كذبا خرجت قريش لتحرز ركبها وخافوكم عليهم ثم دعا رسول الله العبدين فسألهما فأخبراه بقريش وقالا : لا علم لنا بأبي سفيان.
فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم كم القوم قالا : لا ندري والله هم كثير ، فزعموا أن رسول الله قال : من أطعمهم أمس فسميا رجلا من القوم ، قال : كم نحر لهم قالا : عشر جزائر ، قال : فمن أطعمهم أول أمس فسميا رجلا آخر من القوم ، قال : كم نحر لهم قالا : تسعا ، فزعموا أن رسول الله قال : القوم ما بين التسعمائة والألف يعتبر ذلك بتسع جزائر ينحرونها يوما وعشر ينحرونها يوما ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أشيروا علي في المسير فقام الحباب بن المنذر أحد بني سلمة فقال : يا رسول الله أنا عالم بها وبقلبها إن رأيت أن تسير إلى قليب منها قد عرفتها كثيرة الماء عذبة فتنزل إليها ونسبق القوم إليها ونغور ما سواها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سيروا فإن الله قد وعدكم إحدى الطائفتين أنها لكم فوقع

الصفحة 40