كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 7)

أبا عقيل فقال : يا رسول الله ما لي من مال غير أني أجرت نفسي من بني فلان أجر الحرير في عنقي على صاعين من تمر فتركت صاعا لعيالي وحئت بصاع أقربه إلى الله تعالى فلمزه المنافقون وقالوا : جاء أهل الإبل بالإبل وجاء أهل الفضة بالفضة وجاء هذا بتمرات يحملها فأنزل الله {الذين يلمزون المطوعين} الآية.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي السليل قال : وقف علينا شيخ في مجلسنا فقال : حدثني أبي أو عمي أنه شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبقيع قال من يتصدق اليوم بصدقة أشهد له بها عند الله يوم القيامة ، فجاء رجل - لا والله ما البقيع رجل أشد سواد وجه منه ولا أقصر قامة ولا أذم في عين منه - بناقة - لا والله ما بالبقيع شيء أحسن منها - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذه صدقة قال : نعم يا رسول الله ، فلمزه رجل فقال : يتصدق بها والله لهي خير منه ، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمته فقال : كذبت بل هو خير منك ومنها كذبت بل هو خير منك ومنها ثلاث مرات ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا من قال بيده هكذا وهكذا وقليل ما هم ثم قال : قد أفلح المزهد المجهد قد أفلح المزهد المجهد.
وأخرج أبو داود ، وَابن خزيمة والحاكم وصححه عن أبي هريرة

الصفحة 468