كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 7)

وأخرج النحاس في " ناسخه " عن ابن عباس في قوله : (استغفرت لهم أو لا تستغفر لهم) الآية: فنسخها : (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين) (المنافقون الآية 6).
وأخرج أحمد والبخاري والترمذي والنسائي ، وَابن أبي حاتم والنحاس ، وَابن حبان ، وَابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس قال : سمعت عمر يقول : لما توفي عبد الله بن أبي دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه فقام عليه فلما وقف قلت أعلى عدو الله عبد الله بن أبي القائل كذا وكذا والقائل كذا وكذا أعدد أيامه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم حتى إذا أكثرت قال يا عمر أخر عني إني قد خيرت قد قيل لي {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة} فلو أعلم أني إن زدت على السبعين غفر له لزدت عليها ثم صلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشى معه حتى قام على قبره حتى فرغ منه فعجبت لي ولجراءتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم - والله رسوله أعلم - فوالله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره) (التوبة الآية 84) فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على منافق بعده حتى قبضه الله عز وجل

الصفحة 470