كتاب الدر المنثور (تفسير السيوطي) (اسم الجزء: 7)

قال : لما أنزلت هذه الآية {فيه رجال يحبون أن يتطهروا} بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عويم بن ساعدة قال ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم فقالوا : يا رسول الله ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل فرجه أو قال : مقعدته ، فقال النَّبِيّ : هو هذا.
وأخرج أحمد ، وَابن خزيمة والطبراني والحاكم ، وَابن مردويه عن عويم بن ساعدة الأنصاري أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أتاهم في مسجد قباء فقال : إن الله قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم فما هذا الطهور الذي تطهرون به قالوا : والله يا رسول الله ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا.
وأخرج ابن ماجة ، وَابن المنذر ، وَابن أبي حاتم ، وَابن الجارود في المنتقي والدارقطني والحاكم ، وَابن مردويه ، وَابن عساكر عن طلحة بن نافع قال : حدثني أبو أيوب وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك رضي الله عنهم أن هذه الآية لما نزلت {فيه رجال يحبون أن يتطهروا} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار إن الله قد أثنى عليكم خيرا في الطهور فما طهوركم هذا قالوا : نتوضأ للصلاة ونغتسل من الجنابة قال : فهل مع ذلك غيره قالوا : لا غير أن أحدنا إذا خرج إلى الغائط أحب أن يستنجي بالماء ، قال : هو

الصفحة 531